قصتي .. في وزارة الداخلية (الحلقة الرابعة)
باقر جبر الزبيدي
لانني احسست ان العملية الامنية بحاجة الى روح المصالحة الوطنية فقد عكفت على اجراء سلسلة من اللقاءات مع زعماء العشائر العراقية من اعالي الفرات الى البصرة في جنوب العراق وكان اول لقاء لي بحضور الاخ وزير الدفاع الدكتور سعدون الدليمي مع الشهيد عبد الستار ابو ريشه وكان لقاءا مفعما بالود والاخوة والتطلع لبناء دولة الاستقرار والامن وخرجنا بعد اللقاء بمؤتمر صحفي نحن الثلاثة وقد شكلنا وحدة العراق واكدنا امام وسائل الاعلام ان العراق قوي برجاله وتنوعه وشكيمة فرسانه.
كنت دائم اللقاء بزعيم الائتلاف الوطني العراقي السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) وكنت اطلعه دائما على الخطط الامنية والعسكرية والنتائج الواقعية على الارض واستمع الى توجيهاته والمس حرصه الوطني المفعم بروح الاخلاص لهذه التجربة وهذا الشعب وحدث ان التقيت بالمرجعيات الدينية الكبيرة في النجف الاشرف واخص بالذكر لقائنا بسماحة الامام الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني حيث كان يوصيني دائما وابدا بالشعب العراقي ووحدته الوطنية بكل طوائفه ومكوناته وقومياته وكان لوصاياه ودعائه لي الاثر الكبير بصناعة الانجازات الامنية المستمرة التي لازال الشارع العراقي يتذكرها باحترام وتقدير.
لايفوتني ان اتذكر لقاءاتي المستمرة مع امام الحضرة القادرية الشيخ محمود العيساوي والشيخ عبد الغفور السامرائي وزعيم الحزب الاسلامي الدكتور محسن عبد الحميد والدكتور.
وبسبب العمليات الامنية المستمرة التي ركزنا فيها على تنظيف العاصمة من القاعدة والارهاب انتقلنا الى محيط العاصمة وتحديدا مثلث الموت في الدورة واللطيفية واليوسفية حتى اصبح الطريق امنا لزيارة اربعين الامام الحسين (عليه السلام) واتذكر جيدا وكنت على اشتياق كبير لزيارة الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فنزل هاون في التل الزينبي وكان ذلك فرصة للتوجه الى كربلاء والاطلاع على الوضع الامني ولكي تمر الزيارة بسلام دون مشكلة امنية حركنا فوجا من المغاوير بقيادة اللواء رشيد فليح باتجاه المناطق التي كنا نتوقع وجود نيران عدوة منها في حين عقدت اجتماعا مع اللواء عثمان الغانمي وقائد شرطة كربلاء وادرنا العملية الامنية من محافظة كربلاء بنجاح كبير.