قصتي .. في وزارة الداخلية (الحلقة الثالثة)
باقر جبر الزبيدي
احد اهم الاسباب المحورية في نجاح عمليات البرق العلاقة المتميزة بيني كوزير للداخلية وبين الكتل والاحزاب السياسية بكل اطيافها حيث كنت اعقد باستمرار الاجتماعات واللقاءات مع قادتها وممثليها ولذا تمتعت المعلومات الامنية التي كانت تردنا بمصداقية كبيرة .
انشات في المكتب الخاص للوزير قسما يعنى بجمع المعلومات وتصنيفها حسب المناطق الامنية في العاصمة والمحافظات العراقية وقد وضعنا خطة تمنح الاولوية للمعلومات المتقاطعة التي تتكرر ثلاث مرات من جهات امنية متعددة اما التي تتقاطع مرتين فانها تاتي بالاولوية الثانية اما المعلومة التي لاتتقاطع مرتين او ثلاث مرات فترسل الى استخبارات الداخلية والشرطة الاتحادية للتاكد من مصداقيتها وتدقيقها ولذا فان عمليات البرق في مرحلتها الاولى استطاعت ان تصل الى اهدافها المحورية بدقة عالية بسبب المصداقية الكبيرة للمعلومات التي توفرنا عليها في وقت سابق واخضعناها لنظام الاولويات.
راعينا حركة المواطنين في الشوارع وانسيابية الوضع العام فلم ندخل الشارع بزحمة الشد الامني وكثرة السيطرات فاتخذنا من الليل جملا لعملياتنا الامنية بغية الوصول الى الاهداف المرجوة بعد استحصال القرارات القضائية بالقبض على المجرمين ومداهمة الاوكار الارهابية.
اتذكر جيدا اننا استطعنا ضبط وابطال مفعول مامجموعه 125 سيارة مفخخة خلال شهرين وبدا الوضع الامني يميل الى الاستقرار في العاصمة بعد تطهير مناطق كانت ساخنة كالدورة وحي العامل والسيدية والعامرية وحي الجامعة والعدل والغزالية ونجحنا في ايقاف تقسيم بغداد حيث كانت هذه المناطق مسيطرا عليها من قبل الارهابيين وانخفض منسوب العمليات الارهابية بنسبة 80 %.
اجرينا انتخابات الجمعية الوطنية بنجاح كبير وانتخابات التصويت على الدستور ولم تحصل في تلك المرحلة عملية اغتيال واحدة وكنا نتجول مع اخي سعدون الدليمي وزير الدفاع في شوارع بغداد من محطة انتخابية لاخرى ولن انسى حين وصلنا الكاظمية المقدسة اننا توجهنا الى احد المقرات الانتخابية المجاورة لمنزلنا في المدينة للمشاركة في الانتخابات وقد رحب بنا الاخوة القائمون على صندوق الاقتراع لكنهم رفضوا ادلائنا بالتصويت لعدم وجود اسمائنا ممااضطرنا للعودة الى التصويت في احد المقرات من الخضراء او مايعرف بالتصويت الخاص.