قصتي مع الهجرة عام 1982 (الحلقة الخامسة)
بقلم باقر جبر الزبيدي
في كانون اول عام 1982 تم اعلان تاسيس (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) وهو اول صيغة للتحالف السياسي والعسكري بين مختلف الفصائل الاسلامية العراقية العربية والكوردية والتركمانية الشيعية والسنية وكان للاعلان انذاك صدى كبير واثر مهم في نفوسنا التي كانت تتطلع الى شيء من هذا الذي تم اعلانه!.
كنت اكتب في مجلة الاضواء ولاحقا (صحيفة نداء الرافدين واسعة الانتشار) واتابع نشاط الحركة واحزاب المعارضة العراقية في الساحة السورية والايرانية والواقعية في الداخل ومع اعلان تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق صرت اتطلع الى صيغة ميدانية وسياسية جامعة قادرة على توحيد الجهود العراقية في مصب واحد ولم نكن نعرف او نتطلع او نرغب او نشتغل على صيغة حزبية.
اجتمعنا بعد الاعلان في خلية القيادة بدمشق واتفقنا على ان نقيم احتفالا مهيبا بهذه المناسبة وكان لنا ذلك وفي المقابل شاركنا بوفد قيادي نوعي الاخوة في حزب الدعوة الاسلامية احتفالهم بالمناسبة ذاتها..لكنني اتذكر ان حركة المجاهدين العراقيين احتفلت بالتاسيس كيوم احتفالها بتاسيس نفسها لان المجلس الاعلى في قناعتنا كان يمثل وحدتنا الاسلامية على اختلاف مشاربنا ولم نكن نتطلع الى مشروع خاص او امتياز حزبي في ظل مشروع عام يختصر كل المكونات ويترجم افكارها في سياق عمل وطني شامل!.
ان من بين اهم الاشياء التي بقيت بذاكرتي وانا ارصد محطة جهادية مضى على تاسيسها اكثر من 40 عاما ان مؤسسي الحركة وهم السيد عبد العزيز الحكيم والسيد محمد الحيدري والشيخ محمد تقي المولى تحولوا الى الصف الاول في ادارة المجلس الاعلى او مايسمى (الشورى المركزية) الى جانب قيادات الاحزاب الاسلامية الاخرى (عز الدين سليم وابراهيم الجعفري والشيح محسن الحسيني والعلامة السيد سامي البدري والشيخ حسن فرج الله واية الله السيد محمود الهاشمي والسيد حسين الصدر والشيخ محمد باقر الناصري واية الله السيد كاظم الحائري والسيد علي الحائري واية الله المدرسي واخرين) وفي تلك الفترة انتقلت الى عملي الجديد كعضو مكتب سياسي الى مسؤولية الاشراف على ادارة مكتب العلاقات العامة مع الحكومة السورية واللبنانية والحركات الوطنية العراقية واللبنانية والعربية في سوريا ولبنان وادارة عمل المجاهدين في سوريا.
في العام 1985 انتقلت بالمسؤولية التنظيمية والسياسية الى ادارة عمل المجاهدين في سوريا وبمغادرة مسؤولها الاول المباشر السيد محمد الحيدري الى طهران بدات مرحلة جديدة من عملي النضالي في اطار الحركة مثلما بدات الحركة مرحلة جهادية نوعية في حياتها تخللها توسيع في نطاق العمليات النوعية لتشمل رموز النظام في الخارج بعد ان عملت الحركة على استهداف رموز النظام سنوات طويلة في الداخل خصوصا بعد ان داهمنا النظام باغتيال واحد من اهم رجال الحركة الاسلامية في تاريخ العراق الحديث واقرب انجال الامام السيد محسن الحكيم الى نفسه سماحة الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم عام 1986 في الخرطوم .
