الزبيدي يحدد ابرز النقاط للنهوض بمستقبل العراق الاقتصادي
باقر جبر الزبيدي
بقلم وزير المالية الاسبق
رغم تمتع العراق بثروات هائلة الا ان مستقبل البلاد الاقتصادي غير مطمئن ما لم تتخذ خطوات حقيقية في عملية الاصلاح الاقتصادي.
اول هذه الخطوات هو انشاء صناديق الاستثمار ( صندوق الأجيال ) والذي يكون هدفه الاساسي هو الاستثمار في الاسواق العالمية و المحلية لدعم الاقتصاد الوطني و تأمين الحياة للاجيال القادمة خصوصا ان البلدان النفطية بعد انتهاء الحاجة للنفط ونفاذه كما في العديد من البلدان الخليجية والاوربية سوف تنخفض عائداتها عندها تصبح هذه الصناديق الاستثمارية المصدر الاساسي للدخل القومي للبلد.
الخطوة الثانية هي الاستثمارات الداخلية وجذب المستثمرين من الخارج ولا يتم ذلك فقط من خلال تشريع القوانين والتعليمات الجيدة للاستثمار وإنما في التطبيق السليم لهذه القوانين وتوفير البيئة الصالحة والملائمة للاستثمار والابتعاد عن الأساليب البيروقراطية في التعامل مع المستثمرين .
ومن اهم الخطوات لبناء اقتصاد قوي هو تطوير السياستين المالية والنقدية و التخطيط السليم والعادل للموارد المالية وتوجيهها نحو الاولويات وتحقيق العدالة في توزيعها بين مختلف القطاعات وبين العاصمة والمدن والأرياف بحيث يحصل المواطن على نصيب عادل من هذه الموارد واتباع سياسة نقدية متوازنة (بعيدة عن التدخلات غير المحسوبة والتأثيرات السياسية) مما يساهم في الحفاظ على استقرار سعر صرف العملة والسيطرة على التضخم واستقرار معدلات الأسعار للحفاظ على مستوى معيشي مستقر للمواطن وعدم فقدانه لقيمة مدخراته وتشجيعه لتوجيهها للاستثمار في المشاريع الداخلية التي تخدم البلد والمواطن.
كما أن استقرار سعر صرف العملة واستقرار معدلات الأسعار سيساهم إلى حد كبير في تشجيع وجذب الاستثمارات الخارجية لبناء مختلف القطاعات وتوفير فرص عمل للأيدي العاملة العراقية وتخفيض نسب البطالة المتصاعدة .
في حال لم تطبق الخطوات التي ذكرناها لن يكون هناك مستقبل اقتصادي حقيقي وسيظل الاقتصاد العراقي رغم الموارد الهائلة وارتفاع اسعار النفط يتخبط بسبب القرارات الاقتصادية الغير مدروسة والفساد الذي حول اقتصاد العراق الى اقتصاد احزاب واشخاص .