الضربة العسكرية الأمريكية لإيران من عدمها في ثلاث إحتمالات..
عامر عبد الجبار إسماعيل
لعل البعض يعتقد بأن العداء الأمريكي الإيراني هو عداء عقائدي وأزلي وفقا لشعارات الثورة الإيرانية 1979 مثل( الموت لأمريكا.) او(أمريكا الشيطان الأكبر) ولكن في عهد أوباما وعبر التفاوض حول الملف النووي ذابت اغلب الخلافات بين الطرفين وصرح عدد من المسؤولين الإيرانيين بأن إيران ستنفتح أبوابها بوجه الشركات الأمريكية ولو كان القانون الأمريكي يسمح لاوباما بولاية ثالثة لتحقيق الصلح بين الطرفين قولا و فعلا. .
ولكن سياسة ترامب تميزت بشعارات اقتصادية وبشكل مباشر دون لف ودوران كما كان يحصل في زمن إسلافه حيث كانت ترفع شعارات وهمية في الظاهر من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان تتحرك جيوش الولايات المتحدة الأمريكية إلى أي بقعة في العالم وفي الحقيقة لا تتحرك هذه الجيوش الا من اجل أهداف اقتصادية أو من أجل الهيمنة الأمريكة على العالم وخير دليل على ذلك زيارة ترامب للسعودية وخلال 45 دقيقة حصل ترامب على 450 مليار دولار مع الاستهانة بالجانب السعودي.!!
اما التصعيد الأمريكي الحالي ضد إيران بالحصار الاقتصادي والتهديدات العسكرية وتحشيد الجيوش وحاملات الطائرات فقد اربكت الوضع في المنطقة لدرجة الإنذار للحالة الطوارئ القصوى وعليه في ظل هذه الظروف نجد وجود ثلاث احتمالات لحدوث الضربة العسكرية الأمريكية لإيران من عدمها وكما يلي :
الاحتمال الأول.: تنفيذ ضربة عسكرية مباشرة إلى إيران يعني إعلان حالة الحرب فهو. احتمال ضعيف جدا وذلك لسببين:
١.المخاوف الأمريكية من ردة فعل إيران العسكرية بضرب المواقع والمصالح الأمريكية والصهيونية أينما تكون وبكثافة صاروخية كبيرة جدا تكاد تعادل ضربة نووية.
٢. إيران البلد الوحيد في العالم اذا ما تعرض إلى حرب لديه قدرة نقل ارض المعركة لعدة دول بعضها أصبحت مكشوفة مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين وبعضها ستشكل مفاجئة للجانب الأمريكي
وعليه نتوقع احتمال تحقيق الضربة العسكرية الأمريكية المباشرة لإيران بشكل مباشر احتمال ضعيف جدا .
الاحتمال الثاني : ان توجه أمريكا ضربة عسكرية استباقية غير مباشرة لتجنب ردة فعل إيران المعاكسة وهنا نتوقع توجيه الضربة إلى اذرع إيران في عدة دول مثل حزب الله في لبنان وسوريا أو الحوثيين في اليمن أو بعض الفصائل المسلحة في العراق ولكن ضرب حزب الله سيؤدي إلى ردود افعال عسكرية قاسية على الكيان الصهيوني وعليه فإن هذا الاحتمال ايضا ضعيف جدا
أما توجيه ضربة عسكرية استباقية إلى الحوثيين لانجد فيها تأثير كبير لأن اليمن تعرضت ولازال تتعرض لأقسى عنف ضد البشرية والبنى التحتية على مدى أربعة سنوات خلت من قبل السعودية و َحلفاءها وربما تكون ردود افعال الحوثيين قوية على السعودية والإمارات وعليه فإن هذا الاحتمال أيضا ضعيف جدا.
أما احتمالية توجيه ضربة عسكرية استباقية إلى بعض الفصائل المسلحة أو الشخصيات المهمة المحسوبة على إيران في العراق ستكون ردود أفعال هذه الفصائل محدودة بضرب السفارة الأمريكية أو بعض المواقع التابعة لها دون أي توقع لرد فعل عسكري ايراني وعليه رغم عدم قوة هذا الاحتمال ولكنه وراد وممكن التنفيذ لانه يعتبر الاقل ضررا على الجانب الأمريكي من الاحتمالات الأخرى كون السفارة محصنة وبنفس الوقت ممكن سحب موظفيها قبيل الضربة الأمريكية
الاحتمال الثالث: لا توجد ضربة عسكرية رغم قرع طبول الحرب والضغط الأمريكي الاقتصادي على إيران سيساهم بتحقيق مكاسب أمريكية كبيرة من خلال ابتزاز دول الخليج العربي بما فيها العراق عبر قلق الحرب المزعومة وبنفس الوقت الضغط على إيران ربما يجعلها تتنازل لتحقيق المطالب الأمريكية أو جزء منها لغرض تمرير صفقة القرن لصالح الكيان الصهيوني..
وهذا الاحتمال وارد جدا.
وعليه نقترح على الحكومة العراقية بأن تأخد الحيطة والحذر بدرجة قصوى والتفاهم مع جميع الفصائل المسلحة والشخصيات العراقية المستهدفة امريكيا لتجنب تحويل العراق إلى أرض معركة لاناقة له فيها ولا جمل.... لا سامح الله
ومن جانب أخر على الحكومة منح استثمارات اقتصادية كبيرة للجانب الأمريكي وفقا لبرنامج التكامل الاقتصادي العراقي الأمريكي وهذا ما ينعكس ايجابا لحفظ الأمن والاستقرار والبناء والإعمار في العراق إضافة إلى تعزيز الموقف السياسي العراقي دوليا
ونقترح تعديل التشريع لتحويل الحشد الشعبي العسكري إلى حشد مدني للمساهمة في الاعمار والبناء بالتنسيق مع وزارت ذات العلاقة و إنهاء حالة عسكرة المجتمع وبذلك لانحتاج إلى ضمه إلى وزارتي الدفاع والداخلية لتجنب الترهل الكمي لأعداد القوات المسلحة.
ولا سامح الله إذا ما يتعرض العراق إلى أي خطر عسكري يعاد تشكيل الحشد الشعبي كحالة طوارئ واجبة على الجميع كفائيا من أجل الدفاع عن الوطن وسيادته..