بيان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيل عزيز العراق (طيب الله ثراه)

تمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية العاشرة لرحيل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (قدست نفسه الزكية)، بعد مسيرة جهادية وسياسية طويلة حافلة بالشجاعة والتضحية والصدق والاخلاص.
واليوم، اذ نستذكر الفقيد الراحل عزيز العراق، فأننا نستذكر رمزا وطنيا واسلاميا كبيرا، كانت له ادوار فاعلة ومهمة في مختلف المحطات والمنعطفات التي مر بها العراق على امتداد اربعة عقود من الزمن، فضلا عن كونه حمل شخصية اتسمت بالتواضع والزهد والبساطة والترابية.
وبينما كان الفقيد الراحل من ابرز الشخصيات الحركية الفاعلة خلال مرحلة مقارعة النظام البعثي الصدامي البائد من داخل العراق، فأنه واصل مسيرة النضال من المهجر الى جانب اخوانه ورفاقه، حيث ساهم في تأسيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، ذلك الكيان السياسي الذي تقدم القوى والكيانات السياسية التي وقفت بكل شجاعة بوجه الطاغية المقبور ونظامه القمعي الدموي. حيث اشرف الفقيد السعيد، على الفصائل الجهادية العاملة داخل العراق، وكان له حضور ميداني فاعل ومؤثر مع المجاهدين في اهوار العراق.
وبعد سقوط نظام صدام، كان الفقيد الراحل من اوائل الذين عادوا الى العراق، وساهم بفاعلية في ارساء اسس العملية السياسية الديمقراطية، وكسر المعادلة الظالمة التي حكمت العراق طيلة ثمانية عقود من الزمن، وعمل بكل جد واخلاص على انهاء الاحتلال الاجنبي، لاسيما خلال تصديه لرئاسة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بعد استشهاد زعيمه ومؤسسه شهيد المحراب(قدس سره الشريف) عام 2003 ، وكذلك زعامته للائتلاف العراق الموحد.
لقد ترك رحيل عزيز العراق فراغا كبيرا في المشهد السياسي العراقي، بشهادة كل الذين عاصروه وعملوا معه، ومازالت افكاره ورؤاه ومناهجه حاضرة، لاسيما لدى رفاقه ومريديه الذين حملوا راية المجلس الاعلى وساروا في طريق التصحيح والثبات والاستمرار.
ان الرؤى والتوجهات السياسية التي يتبناها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اليوم، من قبيل ترسيخ مفاهيم دولة العدالة، والمواطنة، والسيادة والاستقلال، هي نتاج جهد كبير بذله الفقيد الراحل في هذا الطريق، رغم الكثير من المصاعب والعراقيل والمعوقات.
فسلام على عزيز العراق يوم ولد ويوم رحل ويوم يبعث حيا مع الشهداء والصديقين والصالحين..
المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
5/رمضان المبارك/1440هـ.ق
11/ايار/2019م